تعاني معظم مرافقنا التي تقدم خدمة للمواطن والمقيم والزائر من الترهل الإداري فلازالت (البيروقراطية) تتغلغل داخل مؤسساتنا بشكل يعرقل الكثير من التقدم والتطور الحضاري الذي تنشده معظم دول العالم.. ليس من السهل انهاء اجراء أي معاملة للحصول على خدمة (ما) بالرغم انه من الممكن أن تقدم نفس الخدمة لغيرك من فئة (VIP) خلال نصف ساعة بينما الأمر بالنسبة لك قد يأخذ شهوراً أو قد يستغرق سنيناً ومن الممكن جداً أن تضيع معاملتك بين الأدراج.لو كانت الأمور تسير وفق تنظيم اداري بديع يعرف كل منا ما له وما عليه بدقة متناهية لتساوى الجميع في الحصول على الخدمات المقدمة اصلاً للجميع بدون استثناءات ولو كانت الأمور تسير بشكل تنظيمي مدروس لعرفت الاجابة على كل التساؤلات ولو وضعت في الصورة الواضحة لسير معاملتك لارتحت كثيراً.. لكن للأسف الشديد كل موظف يرميك على الآخر بمنتهى الاستخفاف بعقليتك وبوقتك وبصحتك دونما رادع.كثيراً من أصحاب الاستحقاقات المشروعة لم ينالوا استحقاقاتهم بالرغم من سعيهم الحثيث للحصول عليها والشيء العجيب انه لا يوجد في الهيكل الاداري من ينصفك.. فالشكوى على سبيل المثال لو ذهبت لمعالي الوزير حولها للوكيل المختص ويقوم هو بدوره لبعثها للمدير العام والمدير العام حولها لمدير المتابعة الادارية الذي هو اصلاً مرتبط بالمدير العام (تقديراً وعلاوة) وبطبيعة الحال مدير المتابعة يخشى رئيسه وينفذ ما يُملى عليه .. والمدير العام تهمه سمعة ادارته والوزير تهمه سمعة وزارته وضاعت المعاملة بين الأدراج ولن يجد الشاكي اي صدى لشكواه ولو كرر الشكاوى وشكواه عشرات المرات.اننا نحتاج الى اصلاح اداري شامل يعالج هذا الترهل الاداري عبر عملية جراحية وليس حلول مؤقتة لتزيل كل الاورام الموجودة في مرافقنا ويتحقق عبره اصلاح اداري يتماشى مع متطلبات العصر.آخر السطور:في اطار التحدي بين الاتحاد السوفيتي واميركا قال جون كينيدي (بيننا وبينهم الادارة من ينتصر في الادارة ينتصر أخيراً) وقد تحقق ذلك!!.