الأداء الوظيفي

يختلف الاداء بين موظف وآخر ، فالبعض ينظر الى العمل الوظيفي على أنّه كتلة مالية ينتظرها مع نهاية كل شهر ، والبعض الآخر لاينظر اطلاقاً ، بل يحيط الاخرين بهالته ، فتتمحور شؤون الناس واحتياجاتهم بمحوره 00 وقليلة هي الاضابير التي تسمو الى اصابع هذا السيد الشامخ وتحظى بتوقيعه ، على الرغم من
ضآلة موقعه الوظيفي 0 أمّا البعض الثالث فلا يجد في الوظيفة الا استثماراً و( سمسرة ) ، يحشر نفسه في كل ( سنتيمتر ) مربع من اروقة المكان ومراجعيه ، بل ويصبح عراباً لهذا المكان فيقال : أبو فلان الكهرباء 00 وأبو علان البلدية وأبو عجيب المشتل المركزي 00وهكذا تتم اختصارات كثيرة بفضل تمريرات هذا الفلاني الموقر 0 هل مشكلة الاداء مرتبطة بمناخ العمل وطبيعة اشخاصه ؟ أم ان التضخم الذي ينفجر بموظفيه هو الذي يؤدي الى انفلات الاداء وتحوله الى حالة ٍ شخصية لاتضبطها القوانين او الانظمة المرعية ولا دساتير العمل ؟ المطلوب : تطبيق النافذة الواحدة على مختلف اطياف مؤسساتنا واداراتنا وعدم التساهل مع ( الروتين )، بل محوه من كل توقيع وخاتم واضبارة 0 إنّ ضحايا ( الروتين ) في ازدحام تدافعي ، والامثلة تبدأ من مستخدمي المدارس الذين ازدادت اعدادهم وازدادت معها قلعة النظافة ، وكذلك نجدها في حملات التشجير البعيدة عن حدائق واسوار تلك المدارس ، لتغيب معها هوية النماء الاخضر من اذهان تلاميذنا وطلابنا ، أمّا الحديث عن ( الروتين ) في بعض الدوائر والمؤسسات فعصي عن الاحاطة والوصف ، لأنّه يتسابق مع الخيال كشريك منافس ، فيتحول المواطن مع هذه الفوضى الى زورق تتقاذفه رياح الموظفين ، والا فما معنى ان تمكث طلبات سلف المساعدات المستعجلة في احدى المديريات اشهرا عديدة ، بحجة ان الموظف المالي الاول فيها لم يصادق عليها ، ولدى سؤالنا عن اسباب حجب توقيعه الكريم ، اجاب ببساطة متناهية بطيئة بطء ليالي الاغتراب : ( بأنّه لم يوقع عليها )! بعد قيامي بعشرات الزيارات لدائرة بعينها في سبيل حل اشكال خدمي ، عدت من حيث اللا عودة واللا مجيء ، ليقابلني احد الاصدقاء بتلك العبارة : يامظلوم ( الروتين ) متى ستحظى بصباحات جديدة على كل وجه ٍ من وجوه الاداء الوظيفي الذي تنتظر ؟ اسرعت بالقول : حين يغني مساء فخري وصلته الصباحية 0‏