أكد الدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي على وجود الكثير من المشكلات الإدارية والفنية التي أثرت على أداء مستشفى الملك فيصل في الرياض وجدة.وقال العبد الجبار لـ "الوطن" في أول تصريح له بعد عودته لقيادة مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل وترؤسه أول اجتماع موسع للقيادات التنفيذية بالمستشفى إن هناك بعض المشاكل الإدارية والمالية التي تتعلق بالبنية التحتية، والتجهيزات، والمهارات الطبية والتضخم الوظيفي والمديونيات وقد تم تخصيص 130 مليون ريال من الميزانية المعتمدة لتطوير البنية التحتية وتأمين أجهزة المختبرات، إضافة إلى تحديث الشاشات وأجهزة التكييف المركزي وتمديدات الماء والكهرباء، وتحديث نظام الحاسب الآلي ومركز المعلومات. وأضاف العبد الجبار أنه تمت الموافقة من حيث المبدأ على بناء مركز للأورام ومستشفى تخصصي للأطفال، ومركز للقلب، وعيادات إضافية للمستشفى، والمختبر، والأجهزة التشخيصية، بالإضافة إلى اعتماد إلحاق عدد من الكوادر الطبية في المستشفى ببرامج الابتعاث لكل من كندا، وأمريكا ودول أخرى لمواكبة الخطط التطويرية القادمة للمستشفى.وحول التضخم الوظيفي الذي شهده المستشفى مؤخرا، أشار العبد الجبار إلى وجود تضخم وظيفي بالفعل، مبينا أنه نتاج تراكمات إدارية سابقة، مؤكدا على أن إدارة المستشفى تسعى حاليا إلى وضع قواعد عمل جديدة تنظم آليات التوظيف في المستشفى. ودراسة وضع الموظفين الحاليين ومعالجة هذا الخلل وفق رؤية تنظيمية. وفيما يخص المديونيات المتراكمة على المستشفى، أشار العبد الجبار لوجود مديونيات تتعلق بمستشفى الملك فيصل بجدة وقد شكلت لجنة لدراستها من جهات متعددة أبرزها وزارة المالية وديوان المراقبة ومجلس إدارة المستشفى. وأكد العبد الجبار أن المستشفى يشهد هذه الأيام اجتماعات مكثفة وعملا مستمرا من أجل تحقيق رغبة خادم الحرمين الشريفين في الارتقاء بهذا الصرح ا لطبي والقضاء على المشاكل التي يعاني منها.وكانت معلومات موثقة قد حصلت عليها" الوطن" أكدت أن تراجع أداء مستشفى الملك فيصل التخصصي مؤخرا كان وراء القرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز بعودة خبير الإدارة الصحية والمشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد العبد الجبار إلى إدارة المستشفى مجدداً.وقالت مصادر صحية من داخل المستشفى الذي يعد المرجع الأول لمستشفيات المملكة إن المستشفى عانى مؤخرا من ترهل إداري كبير وارتفاع في مصروفاته وعجز في ميزانيته تجاوز 600 مليون ريال.وأبانت المصادر أيضا أن التضخم الوظيفي الذي أصاب المستشفى وصل سقفا مرتفعا للغاية إذ تجاوز عدد موظفي المستشفى 8000 موظف وهو رقم يقترب من موظفي وزارة الصحة التي تخدم أكثر من 200 مستشفى ومركز صحي بينما لا يخدم مستشفى الملك فيصل سوى 850 سريرا فقط.وأضافت المصادر أن الترهل الإداري وصل للقيادات القائمة على إدارة المستشفى حيث وصل عدد المديرين التنفيذيين العاملين في المستشفى إلى 16 مديرا تنفيذيا يتقاضون أجورا وحوافز عالية جداً.من جهته قال خبير التخطيط الصحي في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية الدكتور محمد الخازم إن المستشفى التخصصي بالرياض يعاني من التضخم الوظيفي نتيجة التوسع في عدة مجالات، بالإضافة إلى مشاريع أخرى أثرت على مسارات خدماته الرئيسية، وبالتالي فإن كامل المنظومة الصحية في الرياض وجدة بحاجة إلى تقييم وتحديث لاستراتيجيتها بما يركز أهدافها ويسخرها نحو التخصصات النادرة التي تميز المستشفى بالعمل عليها وكذلك بما يسهم في تقليص النفقات وإعادة توزيعها لتتوازى مع المخرجات.وأضاف الخازم أن مشكلة التضخم الوظيفي تكمن في الجانب الإداري وتعود إلى تضخم وتعدد الإدارات، في المستشفى، وأكد على أهمية إيجاد آلية الشيك الذهبي لكي تتيح التخلص من العناصر الإدارية التي لم يعد المستشفى بحاجة إليها وأصبحت تشكل عبئاً بيروقراطياً على المستشفى، وتطوير آليات العمل بشكل يقلص العمليات الإدارية ويمكننا من إيفاد تلك الكفاءات بما ملكته من خبرات وتدريب للعمل بمستشفيات أخرى، بما فيها تخصصي جدة، فهي بحاجة إلى مثل تلك الخبرات.وحول رؤيته المستقبلية لمؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي أشار الخازم إلى ضرورة دمج مستشفى الملك فيصل مع مراكز صحية قائمة كمدينة الملك فهد الطبية أو مستشفى العيون بالرياض نظرا لوجود تشابه كبير في التخصصات الطبيبة والتي يفترض بها أن تتحول إلى مؤسسة علاجية تشمل جميع المستشفيات التخصصية في الرياض بدلا من التركيز على تخصصات بعينها أو تتحول إلى مؤسسة وطنية متخصصة في أمراض السرطان ولها مراكزها الطرفية في كافة أنحاء المملكة. وأشاد الخازم بخطوة تجديد وتعيين الدكتور فهد العبدالجبار رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض حيث يحمل الكثير من الخبرات في مجال القيادة الصحية بما فيها قيادته السابقة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وكذلك الشؤون الصحية بالحرس الوطني وقبلهما إدارته لكلية الطب بجامعة الملك سعود.